للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جـ - دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - لعروة بن أبي الجعد البارقي، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه دينارًا يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار فجاء بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه» (١).

د - دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - على سراقة بن مالك - رضي الله عنه -، لحق سراقة النبي - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يقتله وأبا بكر - رضي الله عنه -، لكي يحصل على دية كل واحدٍ منهما؛ لأن قريشًا جعلوا لمن يقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر أو أسرهما دية كل واحد منهما، فلحق سراقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندما رآه أبو بكر قال: يا رسول الله! هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اللَّهم اصرعه»، وساخت يدا فرس سراقة في الأرض حتى بلغت الركبتين، فقال سراقة: يا رسول الله! ادع الله لي، فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونجت فرسه، ورجع يخفي عنهما، فكان أول النهار جاهدًا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان آخر النهار مسلحة (٢) له يخفي عنه (٣).

إن الواجب على المسلم أن يُحسن ظنَّه بالله حتى في أصعب المواقف، لأن الله تعالى بيده مفاتِحُ كلِّ شيء إذا أراد شيئًا حدثَ لتوِّه؛ قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (٤) وليس على الله بعزيزٍ أن


(١) أخرجه البخاري كتاب المناقب، باب: سؤال المشركين أن يريهم النبي - صلى الله عليه وسلم - آية فأراهم انشقاق القمر، رقم ٣٦٤٢.
(٢) المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، ويرقبون العدو لئلا يطرقهم، فكذلك سراقة كان مدافعا ومخفيا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، انظر: النهاية، ابن كثير ٢/ ٣٨٨، والقاموس المحيط، الفيروز آبادي ص ٢٨٧.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب: فضائل الصحابة، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إل المدينة، رقم ٣٩٠٦، و ٣٩٠٨، و ٣٩١١.
(٤) سورة يس، الآية: ٨٢.

<<  <   >  >>