للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الظَّالِمِينَ} قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل. وقال سالم بن أبي الجعد: ظلمة حوت في بطن حوت، في ظلمة البحر. قال ابن مسعود، وابن عباس وغيرهما: وذلك أنه ذهب به الحوت في البحار يشقُّها، حتى انتهى به إلى قرار البحر، فسمع يونس تسبيح الحصى في قراره، فعند ذلك وهنالك قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ}.

وقال عوف رحمه الله: لما صار يونس عليه السلام في بطن الحوت، ظن أنه قد مات، ثم حرك رجليه فلما تحركت سجد مكانه، ثم نادى: يارب، اتخذت لك مسجدًا في موضع ما اتخذه أحد. وقال سعيد بن أبي الحسن البصري: مكث في بطن الحوت أربعين يومًا. رواهما ابن جبير. وقوله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} أي أخرجناه من بطن الحوت، وتلك الظلمات، {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} أي: إذا كانوا في الشدائد ودعونا منيبين إلينا، ولا سيما إذا دعوا بهذا الدعاء في حال البلاء، فقد جاء الترغيب في الدعاء بها عن سيد الأنبياء» (١).

وعن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دعوة ذي النون إذا دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلاَّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له» (٢).

٤ - نبي الله أيوب عليه السلام: قال الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ


(١) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، ٥/ ٣٦٦.
(٢) أخرجه الترمذي، كتاب: الدعوات، باب: منه، رقم ٣٥٠٥، وقال الألباني: حديث صحيح، انظر: صحيح سنن الترمذي، الألباني ص ٧٩٥ - ٧٩٦، رقم ٣٥٠٥.

<<  <   >  >>