للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لأصحابه «أبشروا أتاكم الغوث» ولا يظنون إلا أنه قد كلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوعده.

فبيناهم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قصعة بينهما مملوءًا خبزًا ولحمًا فأكلوا منها ما شاءوا ثم قال بعضهم لبعض لو أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليقضي به حاجته فقالوا للرجلين اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنا قد قضينا منه حاجتنا ثم إنهم أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا يا رسول الله فما رأينا طعامًا أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به فقال يا رسول الله فما رأينا طعامًا أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به فقال «ما أرسلت إليكم شيئًا» فأخبروه أنهم أرسلوا صاحبهم فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ما صنع وما قال لهم فقال - صلى الله عليه وسلم - ذلك شيء رزقكموه الله سبحانه» (١).

قال القرطبي رحمه الله: «وقال يزيد بن مرثد: إن رجلًا جاع بمكان ليس فيه شي فقال: اللهم رزقك الذي وعدتني فأتني به، فشبع وروي من غير طعام ولا شراب. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو أن أحدكم فر من رزقه لتبعه كما يتبعه الموت» (٢).

وفي سنن ابن ماجة عن حبة وسواء ابني خالد قالا: دخلنا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يعالج شيئًا فأعناه عليه، فقال: «لا تيأسا من الرزق ما تهززت رؤوسكما فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ثم يرزقه الله» (٣).


(١) نوادر الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، محمد بن علي بن الحسن بن بشر، أبو عبد الله، الحكيم الترمذي، تحقيق: عبد الرحمن عميرة ٣/ ٣٥، ط/ دار الجيل، بيروت: ١٩٩٢ م.
(٢) انظر: معجم ابن الأعرابي، أبو سعيد احمد بن محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي، وأسنده الثعلبي، راجع غرائب القرآن: ٢٧/ ١٠.
(٣) أخرجه احمد في مسنده رقم ١٥٨٩٣، شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف لجهالة حال سلام شرحبيل (٣/ ٤٦٩) وابن ماجه (٤١٦٥) في الزهد: باب التوكل واليقين، من طريق أبي معاوية، رقم ٤١٦٥، وقال الشيخ الألباني: ضعيف، والبخاري في «الأدب الممفرد» (٤٥٣)، والطبراني (٣٤٧٩) من طريق جرير بن حازم كلاهما عن الأعمش، به.

<<  <   >  >>