للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باعتبار ما يختم له وسعيد باعتبار ما يختم له كما دل عليه بقية الخبر وكان ظاهر السياق أن يقول ويكتب شقاوته وسعادته لكن عدل عن ذلك لأن الكلام مسوق إليهما والتفصيل وارد عليهما» (١).

وجاء في التلخيص المعين على شرح الأربعين:

«وقوله: «ويؤمر» أي الملك «بأربع كلمات» والآمر هو الله عزَّ وجلَّ بكتب «رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد». وقوله «رزقه» الرزق هنا: ما ينتفع به الإنسان وهو نوعان: رزق يقوم به البدن، ورزق يقوم به الدين.

والرزق الذي يقوم به البدن: هو الأكل والشرب واللباس والمسكن والمركوب وما أشبه ذلك. والرزق الذي يقوم به الدين: هو العلم والإيمان، وكلاهما مراد بهذا الحديث. «وأجله» أي مدة بقائه في هذه الدنيا، والناس يختلفون في الأجل اختلافًا متباينًا، فمن الناس من يموت حين الولادة، ومنهم من يعمر إلى مائة سنة من هذه الأمة، أما من قبلنا من الأمم فيعمرون إلى أكثر من هذا، فلبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا.

واختيار طول الأجل أو قصر الأجل ليس إلى البشر، وليس لصحة البدن وقوام البدن، إذ قد يحصل الموت بحادث والإنسان أقوى ما يكون وأعز ما يكون، لكن الآجال تقديرها إلى الله عزَّ وجلَّ» (٢).

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

««ويؤمر يعني الملك بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد» فيكتب رزقه وكتب الرزق يعني هل هو قليل أم كثير ومتى يأتيه وهل ينتقص أم لا ينتقص المهم أنه يكتب كاملاً ويكتب أجله أيضًا في أي يوم وفي أي مكان وفي أي ساعة وفي أي لحظة وعن بعد أم عن قرب وبأي سبب من


(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، أحمد بن حجر العسقلاني، ١١/ ٤٨٣.
(٢) التلخيص المعين على شرح الأربعين، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، إعداد: سلطان بن سراي الشمري ص ٤٠، ط/ دار الثريا للنشر.

<<  <   >  >>