للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلق، المتضمن للأمور الوجودية، والمعاني الثبوتية، التي كلما كانت أكثر في الموصوف وأكمل كان أعلى من غيره، ولما كان الرب تعالى هو الأعلى، ووجهه الأعلى، وكلامه الأعلى، وسمعه الأعلى، وبصره وسائر صفاته عليا كان له المثل الأعلى، وكان أحق به من كل ما سواه، بل يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان، لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحده، يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير، وهذا برهان قاطع من إثبات صفات الكمال على استحالة التمثيل والتشبيه" (١).

الثاني: أن المثل الأعلى بمعنى: شهادة أن لا إله إلا الله، أو التوحيد، أو الإخلاص والتوحيد أو ما يكون في قلوب أولياء الله من معاني الإيمان، أو ما ضربه الله للتوحيد والشرك من الأمثال، وتؤثر هذه الأقوال ونحوها عن ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة ومجاهد ومحمد بن المنكدر وغيرهم (٢)، ويجمعها تفسير المثل الأعلى بكلمة التوحيد، أو بما دلت عليه من معاني الإيمان، أو بما يدل على التوحيد من الأمثال، ومؤداها شيء واحد، لأن مقصود المثل الدعوة للتوحيد، والتوحيد على قواعد أهل السنة والجماعة قول وعمل، لا يقبل أحدهما دون الآخر.


(١) الصواعق المرسلة ٣/ ١٠٣٢، وانظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية ٦/ ١٣٩، الرسالة التدمرية لابن تيمية أيضا ص١٢٤.
(٢) انظر: تفسير الطبري ٨/ ١٤/١٢٥، ١١/ ٢١/٣٨، معاني القرآن للنحاس ٤/ ٧٧، تفسير البغوي ٣/ ٧٣، ٤٨١، تفسير القرطبي ١٠/ ١١٩، ١٤/ ٢٢، الصواعق المرسلة لابن القيم ٣/ ١٠٣٣، ١٠٣٤، تفسير ابن كثير ٣/ ٤٣١، الدر المنثور للسيوطي ٤/ ١٢١.

<<  <   >  >>