للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتُصلُّون عليهم ويُصلُّون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تُبغِضونهم ويُبغِضونكم، وتلعَنونهم ويلعنونكم» (١)، وفي رواية لأحمد: «خياركم وخيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ..» (٢).

وللألفة أسباب تقويها، وصفات تنميها، ومنها حسن التعارف بالخلطة والمعاشرة، كما أن مشاعر الانقباض وعدم الارتياح قد تنشأ من الانكماش عن الناس والفتور في معالمتهم، وربما كان هذا ما أراده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «الأرواح جنود مجندة فما تعارف ائتلف، وما تناكر منها اختلف» (٣).

كما أن إشاعة البسمة وإفشاء السلام من عوامل قوة الألفة وزيادة المحبة كما في الحديث: «أَوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم» (٤).

وفي التعفُّف عما في أيدي الناس كسب لقلوبهم وضمان لخلوص محبتهم «وأزهد فيما أيدي الناس يحبك الناس» (٥).

إن الإحسان إلى غير المسلمين من (المؤلَّفة قلوبهم) إنما شرع لتحبيبهم في الإسلام وجذبهم إليه، واستنقاذهم من دائرة الشرك،


(١) رواه مسلم في الإمارة باب خيار الأئمة وشرارهم برقم ١٨٥٥ (جامع الأصول ٤/ ٦٦ برقم ٢٠٤٨).
(٢) مسند أحمد ٦/ ٢٨.
(٣) صحيح البخاري - الأنبياء باب ٢ - الحديث ٤٣٣٠ (فتح الباري ٨/ ٤٧) ورواه مسلم برقم ١٠٦١.
(٤) صحيح مسلم - الإيمان باب ٢٢ - الحديث ٥٤.
(٥) صحيح سنن ابن ماجه للألباني برقم ٣٣١٠/ ٤١٠٢ (صحيح).

<<  <   >  >>