للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينبغي أن تبحث هل بينهما عداوة وحسد؟) (١).

ويروى أن سليمان بن عبد الملك قال لرجل: (بلغني أنك وقعت فيَّ وقلت: كذا وكذا، فقال الرجل: ما فعلت، فقال سليمان: إن الذي أخبرني صادق، فقال الرجل: لا يكون النمام صادقًا، فقال سليمان: صدقت، اذهب بسلام) (٢).

والفطن من يُميِّز بين خبر الفاسق وخبر العدل، ومن يفرق بين خبر عدل عن ندٍ له، أو عمّن يحمل له حقدًا، وبين شهادة العدل المبرَّأة من حظ النفس، ومن يميز بين خبر العدل وظن العدل، والظن لا يغني شيئًا، ومن يفرّق بين خبر دافعه التقوى، وخبر غرضه الفضيحة أو التشهير.

والذي لم يتخلق بخلق (التثبت) تجده مبتلًى بالحكم على المقاصد والنويات والقلوب، وذلك مخالف لأصول التثبت، يقول الشافعي - ووافقه البخاري -: (الحكم بين الناس يقع على ما يُسمع من الخصمين، بما لفظوا به، وإن كان يمكن أن يكون في قلوبهم غير ذلك) (٣).

ومن أخطر المزالق أن يحسن الأمير الظن برجل من الناس ليس أهلًا للثقة، ثم يكون أسيرًا لأخباره، أُذنًا لأقواله، يصغي إليه ويصدقه، يقول ابن حجر: (المصيبة إنما تدخل على الحاكم المأمون من قبوله قول من لا يوثق به، إذا كان هو حسن الظن به، فيجب عليه أن يتثبت في


(١) مختصر منهاج القاصدين ص ١٧٢.
(٢) مختصر منهاج القاصدين ص ١٧٥.
(٣) عن فتح الباري ١٣/ ١٧٥ من شرح الباب ٢٩ كتاب الأحكام.

<<  <   >  >>