للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البلاء إلا على من جعل الآخرة همه، «حُفَّت الجنة بالمكاره وحُفَّت النار بالشهوات» (١).

وإن كمسؤولية المسلم الذي يُقدِّر الله حق قدره أن يوحد همه فيفكر في المال والمصير، لا أن يصرف كل جهده وفكره ووقته في صغائر الأمور وتوافهها. وبقدر ما يكون لله في قلب العبد من توقير وإجلال ورهبة يكون للعبد عند الله من الأجر والمنزلة «من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده» (٢).

ومن كان دائم التفكير في رضي الله فإنه لا تشغله النعمة ولا يعميه البلاء، ومن كان مع الله في اليسر كان الله له في العسر «تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة» (٣).

ومثل هذا الحال يقتضي من المؤمن أن يكون دائم الرقابة لله والحياء منه أكثر مما يحتاط ويستحيي من البشر «ما كرهتَ أن يراه الناس منك فلا تفعله بنفسك إذا خلوت» (٤)، و «اعبُدِ الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» (٥).

والمهتم بآخرته إذا ذكر بخطئه سريع الفيئة قريب الرجعة «إذا ذُكِّرتم بالله فانتهوا» (٦).


(١) أخرجه مسلم والترمذي (جامع الأصول ١٠/ ٥٢١).
(٢) صحيح الجامع برقم ٦٠٠٦ (حسن).
(٣) صحيح الجامع برقم ٢٩٦١ (صحيح).
(٤) صحيح الجامع برقم ٥٦٥٩ (حسن).
(٥) صحيح الجامع برقم ١٠٣٧ (حسن).
(٦) صحيح الجامع برقم ٥٤٦ (حسن).

<<  <   >  >>