للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشجرة التي تشبه المسلم لم يُجب، يقول: (فأردت أن أقول هي النخلة، فنظرت فإذا أنا أصغر القوم، فسكتُّ) (١)، وفي حديث صحيح: «البركة مع أكابركم» (٢)، والكبير في قومه لا يليق أن يقابل بغير الإكرام جاء في الحديث الحسن: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» (٣).

ومن كرمِ المؤمن احترامُه لمن سبق أن أحسن إليه، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم ينسَ لبعض المشركين ما كان لهم من دور في الذبِّ عنه وعن دعوته، حتى العرب في جاهليتهم كان من الأخلاق المحمودة لديهم: الوفاء والاحترام لمن أحسن إليهم، فقد روي أن رجلًا من المشركين مثل عروة بن مسعود لما أغلظ له أبو بكر القول في مفاوضات صلح الحُدَيْبية، لم يجبه بشيء؛ لما لأبي بكر عليه من جميل سابق لم يكافئه عليه بعد، فلذلك قال: (أما والذي نفسي بيده. لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها، لأجبتك) (٤)، وفي حديث صحيح: «من صنع إليكم معروفًا فكافئوه» (٥) وأدنى ما تُكافِئ به المحسن إليك أن توقره وتحترمه.

وكل مؤمن حريٌّ بالاحترام فلا يُقَام من مجلسه ليجلس غيره، وتجب ضيافته، وتشرع مشاورته، ويُشكر على المعروف، وتُؤَدَّى إليه حقوقه غير مُتَعْتع، ونقابله بطلاقة الوجه، وندخل السرور إلى قلبه،


(١) صحيح البخاري - كتاب العلم - باب ١٤ - الحديث ٧٢.
(٢) صحيح الجامع - الحديث ٢٨٨٤ (صحيح).
(٣) صحيح سنن ابن ماجه ٢/ ٣٠٣ - الحديث ٢٩٩١/ ٣٧١٢ (حسن).
(٤) مسند أحمد ٤/ ٣٢٤.
(٥) صحيح سنن أبي داود ١/ ٣١٤ - الحديث ١٤٨٦/ ١٦٧٢.

<<  <   >  >>