للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عزًّا» (١).

والثابت على الصبر الدائب في العمل يبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما بشر به ابن عباس: «واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا» (٢).

والمجتمع المسلم هو الذي يعم فيه التناصح بالصبر والتواصي به، فحين مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بامرأة وهي تبكي عند قبر قال لها: «اتقي الله واصبري» (٣)، وحين أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن ابنها قُبِض أرسل إليها بقوله: «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب ...» (٤).

ولا يزول الخسران عن المجتمع البشري ما لم يكن من صفاتهم: {... وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: ٣] {... وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: ١٧].

ولأن طعم الصبر مرٌّ فلابد أن يتعهد الإنسان نفسه ويتزود بالصبر الجميل، ومما يعين المسلم على التصبر استحضار ما أعد الله للصابرين؛ من تكفير السيئات ورفع الدرجات وتكثير الحسنات؛ ففي قصة المرأة التي كانت تصرع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيَّرها: «إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوت الله أن يعافيك .. فقالت: أصبر ..» (٥).


(١) صحيح الجامع برقم ٣٠٢٤ (صحيح).
(٢) مسند أحمد ١/ ٣٠٧ - ٣٠٨، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ٧٩٥٧.
(٣) صحيح البخاري - كتاب الجنائز - باب ٣١ - الحديث ١٢٨٤ (فتح الباري ٣/ ١٤٨).
(٤) صحيح البخاري - كتاب الجنائز - باب ٣٢ - الحديث ١٢٨٤ (فتح الباري ٣/ ١٥١).
(٥) صحيح البخاري - كتاب المرضى - باب ٦ - الحديث ٥٦٥٢ (فتح الباري ١٠/ ١١٤).

<<  <   >  >>