للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعظم صبرًا على المضي في الطريق) (١)، من أجل ذلك كله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بْالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: ١٥٣].

ومن صور الصبر التي يمتحن الله بها عباده: الابتلاء في الصحة، كما جاء في الحديث القدسي: «إذا ابتليت عبدي بحبيبتَيْه فصبر، عوَّضته منهما الجنة» (٢)، كما قد يبتلي المرء بمحيط يحسده، ويعد عليه أنفاسه، ويستأثر عليه بكل خير، وهذا متوقع من الضعف البشري، خاصة إذا انفتحت الدنيا على الناس وتنافسوا فيها، لذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا ..» قال أنس: (فلم نصبر) (٣).

ومن أعظم صور الصبر ما يكون في مواقف النزال والمواجهة والصراع، لذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تمنَّوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا ..» (٤)، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذ عليهم العهد بألا يفروا، وذلك بأن يبايعهم على الصبر (٥).


(١) في ظلال القرآن ١/ ٥٤٦. في ظلال الآية الأخيرة من سورة آل عمران.
(٢) صحيح البخاري - كتاب المرضى - باب ٧ - الحديث ٥٦٥٣ (فتح الباري ١٠/ ١١٦).
(٣) صحيح البخاري - كتاب فرض الخمس - باب ١٩ - الحديث ٣١٤٧ (فتح الباري ٦/ ٢٥١).
(٤) صحيح البخاري - كتاب الجهاد - باب ٣٢ - الحديث ٣٠٢٥ (فتح الباري ٦/ ١٥٦).
(٥) حديث البيعة على الصبر في صحيح البخاري - الجهاد - باب ١١٠ - الحديث ٢٩٥٨.

<<  <   >  >>