تسألني عن هذا الطعام! فسأله، فقال: إني كنت تكهنت في الجاهلية لأناس, ولا أحسن الكهانة, فأعطوني فاشتريت هذا الطعام, فلما علم أبو بكر - رضي الله عنه - وضع أصبعه في فمه فأخرج ما في جوفه. (١)
فسألت شيخنا ابن باز - رحمه الله - عن هذه الاستقاءة هل تجب؟ قال: لا تجب. ا. هـ.
قلت: لأن عين الطعام مباحة, لكن أبو بكر - رضي الله عنه - أخذ بشيء من الورع, وقد يكون فيه ضرر على المستقيء, وهذا يمكن أن يعل به حديث عمر بن حمزة عن أبي غطفان المري عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:«لا يشربن أحدكم منكم قائماً فمن نسي فليستقيء» وقد شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - قائماً.
وقد نقل بعضهم الاتفاق على أن من شرب قائماً لا يلزمه أن يستقيء.
(١) أخرجه البخاري (رقم: ٣٦٢٩) والبيهقي (رقم: ١١٣٠٧) ولفظه: عن عائشة قالت: كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال الغلام: أتدرى ما هذا، فقال أبو بكر: ما هو، قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة؛ إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه.