للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أخرج ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنه قال: القعود بين الظل والشمس مقعد الشيطان. (١)

وأخرج أيضاً ابن أبي شيبة عن وكيع، عن شعبة، عن قتادة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه نهى عن الجلوس بين الظل والشمس. (٢) وهذا مرسل صحيح, يعني: مرسل إلى قتادة, وهو صحيح إلى قتادة, وقتادة تابعي, وجاء أيضاً هذا الحديث موقوفاً على أبي هريرة, وأيضاً فقد صححه الإمام أحمد وإسحاق بن راهوايه, كما في مسائل المروزي, وقال الإمام أحمد عن حديث الصحابي المبهم: "إسناده جيد", نقله عنه المنذري.

مسألة: هل النهي عن الجلوس بين الشمس والظل للكراهة أو التحريم؟

بمجموع هذه الطرق الخبر لا بأس به, والذي يظهر لي أنه يكره كراهية شديدة, أو يحرم لأمور:


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٢٦٤٧٨).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: ٢٦٤٧٩) ولكن رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقتادة تابعي صغير فيحتمل أن يكون أسقط غير الصحابي وكما قالوا: أن أوهى المراسيل قتادة والحسن والزهري لأنهم من صغار التابعين فيحتمل أن تكون روايتهم معضلة. وقتادة أيضاً من المدلسين من الطبقة الثالثة، كما قال الحافظ. تعريف أهل التقديس بمن رمي بالتدليس (ص٦٣و١٤٦ (.

<<  <   >  >>