للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مثله سواء. (١) وهذا الإسناد حسن في الشواهد، وقد جاء ما يشدهُ كما أخرج الطبراني من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتفرق بيننا شجرة، فإذا التقينا سلم بعضنا على بعض. رواه الطبراني بإسناد حسن. (٢)

ومن المعلوم أن السلام مشروع عند التلاقي, والتلاقي أعم من أن يكون له صورة واحدة، وأعم من أن يكون غياب عن النظر, وقد تلتقي به بعد أن فارقته ولم يغب عن ناظريك, وقد كان هذا هو هدي الصحابة - رضي الله عنهم - كما تقدم عن أنس، أنهم إذا كانوا يمشون وكان بينهم جدار أو شجرة أو ما شابه ذلك والتقوا بعد ذلك, يسلم بعضهم على بعض, تحقيقاً لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا لقيته فسلم عليه» (٣)


(١) سنن أبي داود (رقم: ٥٢٠٠) والبخاري في الأدب المفرد (رقم: ١٠١٠) وأبو يعلى (رقم: ٦٣٥٠) والبيهقي في الشعب (رقم: ٨٤٦٨).
(٢) الطبراني في الأوسط (رقم: ٧٩٨٧) وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (رقم: ٤٤٩٤) والبخاري في الأدب المفرد (رقم: ١٠١١) والبيهقي في الشعب (رقم: ٨٨٦١) وابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم: ٢٤٥) قال الحافظ في التلخيص (٤/ ٩٣): رواه الطبراني بسند حسن.
(٣) سبق تخريجه ص.

<<  <   >  >>