أولاً: روى البخاري في صحيحه في باب حفظ السر في كتاب الأدب عن المعتمر بن سليمان بن طرخان عن أبيه عن أنس - رضي الله عنه -، قال: أَسَرَّ إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - سراً فما أخبرت به أحداً بعده, ولقد سألتني أم سليم فما أخبرتها به, وهذا كله من شدة حفظ أنس - رضي الله عنه - لسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وفي رواية لثابت البناني وكان من تلاميذ أنس - رضي الله عنه - وكان أنس - رضي الله عنه - يحبه واسمه ثابت بن أسلم البناني, وكان رجلاً صالحاً, قال: لو حدثت به أحداً لحدثتك به يا ثابت.
وقوله (ولا يجوز الاستماع إلى كلام قومٍ يتشاورون)
هذا كذلك من الآداب المتعلقة بحفظ السر, وإنما تشاوروا وانحازوا رغبةً في عدم اطلاع غيرهم على هذا الكلام, وحينئذٍ يكون الاستماع إلى هذا الحديث من المحرمات، والاستماع المراد به طلب السمع, فلا يجوز للإنسان أن يطلب سماع كلام قوم انحازوا عنه, وفي حديث أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنه الآنك يوم