شَاكِي السِّلَاحِ، وَعَلَيْهِمْ إِخْوَةٌ ثَلَاثَةٌ مُتَعَاضِدُونَ آذرجشنس وَمهرابان وَجلويه بَنُو جوانبه، أَكْبَرُهُمْ آذرجشنس وَهُوَ فِي الْقَلْبِ، وَأَخَوَاهُ فِي الْمَيْمَنَةِ وَالْمَيْسَرَةِ، فَحَمَلُوا عَلَى الْجَيْشِ، وَقَتَلُوا أَبَا رُهْمِ بْنِ أَبِي مُوسَى وَهَزَمُوهُمْ حَتَّى رَجَعُوا إِلَى فَنَاءِ الْمَدِينَةِ الْأُولَى، وَاسْتَمَدُّوا، فَأَمَدَّهُمْ أَبُو مُوسَى بِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أَصْرَمَ، فَقَاتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ، وَصَابَرَا إِلَى آخِرِ النَّهَارِ، ثُمَّ أَظْفَرَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ بِهِمْ وَبِمَدِينَتِهِمْ، فَقَتَلُوا طُولَ لَيْلَتِهِمْ مَنْ وَجَدُوا مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، وَصَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، وَشَيْخٍ زَمَنٍ، حَتَّى لَمْ يُتْرَكْ فِيهَا إِلَّا مَنْ تَخَلَّصَ بِرُوحِهِ مِنْ تَحْتِ السَّيْفِ، ثُمَّ قَفَوْا آثَارَهُمْ عِنْدَ الصُّبْحِ، فَاصْطَفَوْا مِنَ السَّبْيِ نَحْوَ أَلْفِ رَأْسٍ، حتَّى قَالَ شَاعِرُهُمْ فِي ذَلِكَ:
[البحر الوافر]
عُبَيْدُ اللَّهِ أَكْرَمُ مَنْ تَوَلَّى ... جُنُودَ التَّابِعِينَ إِلَى الْحُرُوبِ
فَسَاقَ التَّابِعِينَ وَكُلُّ قَرْمٍ ... مِنَ الْأَنْصَارِ فِي يَوْمٍ عَصِيبِ
إِلَى حِصْنِ أَصْبَهَانَ بِبَطْنِ جَيٍّ ... وَجَاوَرْسَانَ ذِي الْمَرْعَى الخَصِيبِ
فَرَجَعُوا بِسَبْيِهِمْ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ الْأُولَى فَدَخَلُوهَا صُلْحًا، وَأَسَّسُوا بِهَا مَسْجِدَهَا، ثُمَّ انْدَفَعُوا خَوْفًا مِنَ الثَّلْجِ مُنْصَرِفِينَ مَعَ أَبِي مُوسَى إِلَى الْبَصْرَةِ وَاسْتُخْلِفَ عَلَى مَدِينَةِ جَيٍّ السَّائِبُ بْنُ الْأَقْرَعِ الثَّقَفِيُّ"
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute