للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وإِنْ صَلَّى كَمَذْهَبِ النُّعْمَانِ (١) ، وَهُوَ أنْ يُصَلِّيَ بِأَحَدِ الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً ثُمَّ تَنْصَرِفُ وتَجِيءُ الأُخْرَى فَتُحْرِمُ مَعَهُ فَيُصَلِّي بِهَا رَكْعَةً ويَتَشَهَّدُ ويُسَلِّمُ، ولاَ تُسَلِّمُ الطَّائِفَةُ مَعَهُ بَلْ تَرْجِعُ إلى وَجْهِ العَدُوِّ ثُمَّ تَجِيءُ الأُوْلَى فَتَقْضِي مَا بَقِيَ مِنْ صَلاَتِهَا وتُسَلِّمُ وتَمْضِي، وتَجِيءُ الأُخْرَى فَتُتِمُّ صَلاَتَهَا (٢) ، فَقَدْ تَرَكَ الفَضِيْلَةَ وتَصِحُّ الصَّلاَةُ.

ولاَ يَجِبُ حَمْلُ السِّلاَحِ في صَّلاَةِ الخَوْفِ، ويُسْتَحَبُّ مِنْهُ ما يَدْفَعُ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ كَالسَّيْفِ والسِّكِّيْنِ، ويُكْرَهُ مَا يُثْقِلُهُ كَالجَوْشَنِ (٣) : وَهُوَ التَّنُّورُ الحَدِيْدُ، والمِغْفَرِ (٤) : وَهُوَ مَا يُغَطِّي الوَجْهَ؛ لأنَّهُ يَمْنَعُ مِنْ إِكْمَالِ الرُّكُوعِ والسُّجُودِ.

وإِذَا اشْتَدَّ الخَوْفُ والْتَحَمَ القِتَالُ صَلُّوا رِجَالاً (٥)


(١) هُوَ الإمام، عالم العراق، أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، ولد سنة (٨٠ هـ‍) ، توفي شهيداً مسقياً سنة (١٥٠ هـ‍) ، وعليه اليوم قيمة عظيمة ومشهد فاخر ببغداد. انظر: تاريخ بغداد ١٣/٣٢٣ والعبر ١/٣١٤ وسير أعلام النبلاء ٦/٣٩٠.
(٢) انظر: المبسوط ٢/٤٦، وبدائع الصنائع ١/٢٤٣، وتبيين الحقائق ١/٢٣٢.
(٣) درع مصنوع من الحديد يلبس أثناء الحركة عَلَى الصدر. انظر: الصحاح ٥/٢٠٩٢، واللسان ١٣/٨٨ (جشن) .
(٤) غطاء يوضع عَلَى الرأس لحمايته. انظر: الصحاح ٢/٧٧١، وتاج العروس ١٣/٢٤٨ (غفر) .
(٥) أي: مشاة عَلَى أرجلهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>