مصنفات ابن علان في حادث السيل الذي هدم البيت الحرام عام ١٠٣٩ هـ:
كان ذلك حدثًا هامًّا وتاريخيًّا يستحق التأليف فيه؛ لتعلقه بأقدس المواطن الشريفة التي تمس أهم رموز الدين الإِسلامي، وهو البيت الحرام {أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ}، والذي يتجه إليه المسلمون في أنحاء العالم الإِسلامي كل يوم خمس مرات في صلواتهم المفروضة فضلًا عن غيرها ...
فقد راع ذلك الأمر الشيخ محمَّد علي بن علان وغيره من علماء الحرمين وعلماء مصر وإسطنبول، لا سيما بعد رجوع الخليفة العثماني وولاته على الحرمين إلى العلماء لمشاورتهم في كيفية إعادة بناء البيت الحرام وطريقة العمل في ذلك، وكثر السؤال عن حكم ذلك العمل ومن الذي يقوم به، هل هو الخليفة أم الوالي ... إلى غير ذلك من الأحكام المتعلقة بالموضوع وجوانبه.
فكان أن صنف ابن علان عشر رسائل تناول فيها هذا الموضوع من جوانبه كلها، وهذه الرسالة واحدة منها، أما بقيتها فهي:
١ - إعلام سائر الأنام بقصة السيل الذي سقط منه بيت الله الحرام: ذكره المصنف في عدد من كتبه الأخرى، منها "نشر الألوية" -هذه الرسالة- و"إنباء المؤيد" وغيرها، وهو المسمى بالتاريخ الكبير، وقال: إنه استوفى فيه جميع عمارات الكعبة الإِحدى عشر.
منه نسخة خطية بمكتبة برلين (٣٠٨٠)، ولكنها نسبت لغيره (١).
٢ - إنباء المؤيد الجليل مراد ببناء بيت الوهاب الجواد: وقد فصل فيه الحوادث اليومية التي واكبت بناء الكعبة الشريفة وعمارتها، وأرخها يومًا يومًا. وهو ملخص من كتابه السابق كما ذكر في ديباجته.
وقد تابع المصنف العمل في عمارة الكعبة الشريفة متابعة دقيقة، بل إنه ساعد
(١) التاريخ والمؤرخون: ٣٢١، وذكر أنها نسبت للعلامة تقي الدين بن زكريا الأموي العثماني الماتريدي الحنفي المتوفى سنة ١٠٥٠ هـ.