للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(الشاهد الرابع)]

ومن الشواهد لما قلناه:

ما ذكره الأزرقي في "تاريخه" فيما جاء في تجريد الكعبة وأول من جردها، قال: فلما كان معاوية كساها الديباج مع القباطي، فقال شيبة بن عثمان (١): لو طرح عنها ما عليها من كسى (كذا) الجاهلية. فخفف عنها حتى لا يكون عليها مما مسه المشركون شيء لنجاستهم، فكتب في ذلك إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بالشام فكتب إليه أن جردها. انتهى (٢).


(١) هو شيبة بن عثمان (الأوقص) بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار العبدري القرشي الحجبي، أمه أم جميل بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار أخت مصعب بن عمير، أسلم عام الفتح وقيل يوم حنين، روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأعطاه هو وابن عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة مفتاح الكعبة يوم الفتح جمعًا بين الأقوال والروايات، وعند ابن سعد أنه قال لشيبة: "دونك هذا فأنت أمين الله على بيته"، وقال مصعب الزبيري: دفع إليه وإلى عثمان بن طلحة وقال: "خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلَّا ظالم".
وعند ابن هشام: أنه قال: "أين عثمان بن طلحة؟ " فدعي له، فقال: "هاك مفتاح الكعبة اليوم يوم بر ووفاء". وذكر الواقدي أنه أعطاه لعثمان يوم الفتح وأنه ولي الحجابة إلى أن مات سنة ٤٢ هـ, ثم وليها بعده شيبة إلى أن مات سنة ٥٩ هـ على أصح الأقوال في خلافة معاوية الذي توفي سنة ٦٠ هـ على الصحيح. ينظر: الإِصابة ترجمة (٣٩٤٩)، وسيرة ابن هشام: ٤/ ٦١، تهذيب الأسماء: ١/ ٣٢١، تاريخ الكعبة لباسلامة، وفيه تفصيل أمر السدانة والحجابة: ص ١٤٤ وما بعدها.
(٢) "أخبار مكة" للأزرقي: ١/ ٢٦٠، جاء في "أخبار مكة"، للفاكهي: ٥/ ٢٣٢ ما يؤيد هذا وفيه زيادة إيضاح: روى الفاكهي عن بعض المكيين أن شيبة بن عثمان استأذن معاوية في تجريد الكعبة فأذن له، فكان أول من جردها من الخلفاء، وكانت كسوتها قبل ذلك تطرح عليها شيئًا فوق شيء، انتهى.

<<  <   >  >>