[جهود وأعمال الدولة السعودية حرسها الله في ترميم الكعبة الشريفة وإصلاحها]
إضافة إلى ما ذكر عن عناية هذه الدولة حرسها الله من كيد حسادها بالحفاظ على سلامة المسلمين والوافدين على مكة المكرمة وحماية المسجد الحرام من السيول المداهمة له، فإن لها أيضًا -أيد الله حكامها لنصرة الدين- عناية واهتمام بذات البيت الحرام والكعبة المعظمة ... فمن ذلك:
١ - ما تم في عهد الملك سعود رحمه الله تعالى، إذ حصل لسقف الكعبة المعظمة الأعلى خراب ملزم لإِصلاحه وتغييره بكامله، وأما الأسفل فكان قد تآكل بفعل الأرضة والسوس.
فأمر جلالته رحمه الله بتشكيل هيئة علمية وهيئة فنية، كان ضمن الأولى معالي الشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ، والسيد العلامة علوي بن عباس المالكي، ومعالي الشيخ محمَّد علي الحركان. ومن الأخرى: محمَّد بن لادن، ومحمد صالح قزاز، وغيرهم.
وبعد أن رفع تقرير بما يلزم إصلاحه، صدر أمر ملكي في أواخر محرم ١٣٧٧ هـ، وبدأ العمل فعلًا في ٢١ جمادى الثانية من نفس العام، وكان تمامه والفراغ منه ليلة الاثنين ٢٧ شعبان من العام نفسه (١٣٧٧ هـ)(١).
٢ - ومن مظاهر عناية الحكومة السعودية أيدها الله أيضًا في هذا الصدد: ما تم عمله في سقف الكعبة الشريفة وأساساتها المعظمة عام ١٤١٨ هـ في عهد
(١) ينظر لمعرفة كافة تفاصيل ذلك العمل المبرور كتاب "التاريخ القويم"، للشيخ محمَّد طاهر الكردي الخطاط المكي رحمه الله تعالى: ٤/ ٦٨ - ١٠٠. وهو بعمله ذلك وتقييده لكل صغيرة وكبيرة يشبه تمامًا ما قام به العلامة الإمام محمَّد بن علان في تصانيفه التي ذكرت سابقًا، فرحمهما الله تعالى وجزاهما كل خير لقاء ما قاما به من تاريخ هذه الحوادث المهمة.