ومن المعلوم قطعاً أنَّ من القسم الأول: الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم، وهم مِن أهل بيته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومنهم النعمان بن بَشير رضي الله عنهما الذي كان عمرُه عند وفاة النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثمان سنين، والسائب ابن يزيد رضي الله عنهما الذي قال:((حُجَّ بي مع النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنا ابن سبع سنين)) ، وكلُّهم رَوَوا الأحاديث عن النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
ولكلِّ مَن رأى النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من هذا القسم شرفُ الصُّحبة التي نوَّه بها - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقوله:((طوبى له)) ، جواباً لِمَن قال له:((يا رسول الله! أرأيتَ مَن رآك فآمن بك وصدَّقك واتَّبعك: ماذا له؟)) ، وقد مرَّ ذِكر هذا الحديث قريباً.
الرابع: وأمَّا من أسلم عام الفتح وما بعده فقد جزم بعدمِ دخولِهم في مسمَّى الأصحاب، فقال في (ص:٢٥ ـ الحاشية) : ((لكن لا يدخل فيهم طُلقاء قريش، ولا عُتقاء ثقيف، ولا مَن كان في حكمهم من الأعراب والوفود بعد فتح مكة!!)) .
أقول: إنَّ من المعلوم أنَّ كلَّ مَن رآه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مؤمناً به متَّبعاً له فهو من أصحابه، وقد مرَّ الدليل على ذلك قريباً، ومن هؤلاء مَن أسلم وصحب النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عام فتح مكة وما بعده، وكذا الذين شهدوا معه حجَّة الوداع.
ومن أشهر الذين أسلموا عام الفتح أبو سفيان وابناه يزيد ومعاوية وسُهيل بن عمرو وعتَّاب بن أسيد الذي جعله النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أميراً على مكة بعد فتحها، والحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم.
ولَمَّا ذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام، لقيه أبو عُبيدة وأمراء الأجناد، وأخبروه أنَّ الطاعون وقع بالشام، فاستشار عمر أصحابَ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: المهاجرين الأوَّلين، ثمَّ الأنصار، ثمَّ مشيخة قريش من