الحمدُ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومَن سلك سبيلَه واهتدى بهديه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعدُ:
فإنَّ خيرَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهَدْي هديُ محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
وبعد، فإنَّ من فضلِ الله تعالى وعظيمِ منَّتِه عليَّ أن حبَّبَ إليَّ صحابةَ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الأخيار، وقرابتَه الأطهار، من غير إفراطٍ أو تفريطٍ، أو غُلوٍّ أوجفاءٍ، كما هي طريقةُ السَّلف الصالح، وقد ألَّفتُ رسالةً مختصرةً بعنوان:((عقيدةُ أهل السنَّة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم)) ، وقد نُشرتْ في مجلَّة الجامعة الإسلامية، في عدَدِها الثاني من السنة الرابعة، الصادر في شهر شوّال سنةَ ١٣٩١هـ، ثمَّ طُبعتْ مستقلَّة.
وألَّفتُ رسالةً بعنوان:((فضلُ أهل البيت وعُلوُّ مكانتهم عند أهل السنَّة والجماعة)) طُبعتْ في عام ١٤٢٢هـ، وسبق أن ألقيتُ محاضرةً في الموضوع في الجامعة الإسلامية في عام ١٤٠٥هـ تقريباً بعنوان:((مكانةُ أهل البيت عند الصحابة وتابعيهم بإحسان)) .