المختلف فيهم كمعاوية وعمرو بن العاص والمغيرة ونحوهم)) ، وقد جاء ذكر عمرو بن العاص وأنَّه ليس من الصحابة في كلام المالكي المتقدِّم
في خالد بن الوليد، وجاء ذمُّه وذمُّ المغيرة بن شعبة في كلامه المتقدِّم في معاوية.
ويُجاب عن ذلك بما يلي:
أولاً: لا أعلمُ أنَّ أحداً قال بعدم صُحبة هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولا خالف في أنَّهم صحابة إلاَّ هذا المالكي الذي اعتبر أنَّ الصحابةَ هم الأنصار والمهاجرون قبل الحُديبية فقط، وكذا الحكمي الذي حكى عنه المالكي أنَّه يقصر الصحبة على المهاجرين والأنصار قبل الحُديبية، والمغيرة قبل الحُديبية، فلا أدري هل الحكمي يُخرجه من الصُّحبة كما أخرجه المالكي أم لا؟
وسبق أن ذكرتُ أنَّ هذا من مُحدثات القرن الخامس عشر، بل إنَّ بعضَ فِرَق الضلال التي ابتُليت ببغض الصحابة وسبِّهم وتفسيقهم أو تكفيرهم لَم يقولوا بعدم صُحبتِهم للنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإنَّما قالوا بارتدادهم بعد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
ثانياً: تقدَّم نقلُ جملة من كلامه السيِّئ القبيح في أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه والجواب عنه.
ثالثاً: أمَّا عمرو بن العاص رضي الله عنه، فهو صاحب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأميره على أحد الجيوش، ويدلُّ لفضله ما يلي:
١ ـ روى البخاري في صحيحه (٣٦٦٢) بإسناده إلى عمرو بن العاص: ((أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعثه على جيش ذات السَّلاسل، فأتيتُه فقلت: أيُّ