يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ} محمداً صلى الله عليه وسلم بالغلبة، فليشدُدْ في سماء بيته حبلاً، ثم ليختنق به. فلذلك قوله تعالى {ثُمَّ لِيَقْطَعْ}، [أي: ثم ليقطع] اختناقاً، {فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ} إذا فعل ذلك غيظه.
قال أبو عبيدة: المعنى: من كان يظن أن لن يصنع الله له ولن يرزقه. وقال: وقف أعرابي يسألُ الناس في المسجد الجامع، فقال: من نصرني نصره الله. ويقالُ: قد نصر المطرُ أرض بني فلان إذا جادها وعمها. قال:
إذا انسلخ الشهر الحرام فودعي ... بلاد تميم وانصري أرض عامر
آخر:
أبوك الذي أجدى علي بنصره ... فأنصت عني بعده كل قائل
والسببُ: كل ما تسببتَ به من رحِم وغيره وكان وصلةٌ إلى ما تريد. قال النبي صلى الله عليه [وسلم]: "كلُّ سببٍ ونسبٍ ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي".
واستَسَبَّ له هذا الأمر: أي تهيأ له. فإذا تم الأمر واجتمع قلت: استتبَّ له.