وقال الخليل: قاف اسم جبلِ يقالُ هو محيطٌ بالدنيا، وقيل: هو من زَبَرْجَدةٍ خضراء منها خُضْرَةُ السماء، بلغنا أنَّهُ يُصَيِّرُهُ اللهُ ناراً، يحصر الناس من الآفاق.
وليس القافُ قَبْل الجيم إلا في كلمة، وهي: القُنْفُجُ، وهي الأتانُ القصيرةُ العريضة.
قَدْ
حَرْفٌ يُوجَبُ به الشَّيْءُ، كقولك: قَدْ كانَ كذا، والخَبَرُ أنْ تقولَ: كانَ كذا، فأُدْخِلَ (قَدْ) توكيداً لتصديق ذلك.
وتكونُ (قَدْ) في موضع تُشْبِهُ (رُبَّما)، وعندها تميلُ (قَدْ) إلى الشَّكِّ، وذلك إذا كانتْ مع الياء والتاء والنون والألف في الفِعْل، كقولك: قد يكونُ الذي تقولُ.
و (قد) حرفُ انتظارِ لجواب، لأنَّكَ إذا قُلْتَ لِرَجُل: قَدْ كانَ كذا، فإنّما ذلك لانتظارِهِ مِنْك، لأنَّكَ لا تقولُ (قد) إلا وأنْتَ تَعْلَمُ أو ترى أنَّ المخاطَبَ ينتظرُ ذلك مِنْك.
والعَرَبُ تَضُمُّ (قد) في كثيرِ في من كلامِها، ذكرْتُ شيئاً مِنْهُ في بابِ الإضْمارِ مِنْ أوَّلِ الكتابِ.
٢/ ٢٢٤ و (قَدْ) مثل (قَطْ) في معنى (حَسْب)، تقول: قَدْني، أي: حَسْبي. قال النابغة:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد
أي: حَسْبي. ويُرْوى: قالت فيا ليت.
والقَدُّ: قَطْعُ الجِلْدِ وشَقُّ الثَّوْب، ونحو ذلك.