من كل أروع ما جِد ذي مرة ... مرس إذا لحقت خصى بكلاهما
كلّا
ردع وزجر؛ قال الله تعالى:{أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ، كَلاَّ} ومثله كثير.
قال الفراء: كلا بمنزلة سوف لأنها صلة، وهي حرف رد فكأنها نعم ولا في الاكتفاء، ومن جعلها صلة لما بعدها لم يقف عليها، كقولك: كلّا ورب الكعبة، لا تقف على كلّا لأنها بمنزلة: أي ورب الكعبة. ومنه قوله تعالى:{كلّا والقَمَر}، فالوقف على كلّا قبيح لأنها صلة لليمين. وقوله تعالى:{قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} لا تقف على إي لأنها صلة لليمين. وكان ابن سعد يقول: يقول القُرّاء: إن معنى كلّا: سوف.
قال الأخفض: معناها الرَّدع والزَّجْر. وقال المفسرون: معناها: حقاً. وقال السجستاني: كلا في الكلام على وجهين، وهي في مواضع بمعنى: لا يكون ذلك، وهو رد. وفي مواضع على معنى ألا، التي للتنبيه والافتتاح. قال: فما جاءت من كلا بمعنى ألا قول العرب: "كلّا زعمت أن العير لا تُقاتل" وهو مثل العرب. واحتج بقول أعشى قيس:
كلّا زعمتم بأنا لا نقاتلكم ... إنا لأقوامكم يا قومنا قُتُلُ
قال ابن الأنباري: وهذا غلط منه، معنى كلّا في المثل والبيت: لا، ليس كما