قلت:[رأيت زيداً] لكن عمراً، كان محالاً لأنك لم تنف ولكن تثبت.
ولكن الثقيلة تنصب الاسم والنعت وترفع الخبر، تقول: لكن أخاك منطلق. ومنه قوله تعالى:{وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}.
قال:
وما أكثر الإخوان حين تعدُّهم ... ولكن إخوان الوفاء قليل
ولكن الخفيفة ترفع الأسماء والنعوت والأخبار، تقول: لكن أخوك رجل عاقل، ولكن زيد خارج. ومنه قوله تعالى:{لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}، وقوله:{لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ} النون خفيفة ولقيتها ألف ولام فانحدرت. وقوله:{لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} أصله: لكن أنا، فطرحوا الألف الأولى، وأدغموا النون في النون، وأثبتوا الألف الثانية عِوَضاً للألف المحذوفة. وقرئ: لكنه هو الله، على هذا المعنى، إلا أنهم حذفوا الألف الثانية كما حذفوا من أنا. ألا ترى في القرآن:{أَنَا أُنَبِّئُكُمْ} إنما هو أنا فحذفوا الألف منه كما من أنا. ومنهم من يقف على الهاء فيقول: إنه، فيجوز أن يكون لكنه. وأنشد الفراء عن أبي ثروان: