ووصل إليه وإن لم يدخله؛ ومنه قوله تعالى:{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ} أتاه ولم يدخله.
ابن عباس في قوله تعالى:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} يعني الطريق عليها والنظر إليها، ولم يقل إنهم يدخلونها. وقال: وربما وردت الشيء ولم تدخله. وذهب المبرد إلى معنى قول ابن عباس: واردها: ناظر إليها، كقولك: وردت مدينة كذا، بمعنى أنه يراها ولم يدخلها.
والدليل على أن الورود إلى الشيء الإتيان إليه قول ذي الرمة يصف ماء قديماً لا عهد له بالورود وقد تغير. قال ذو الرمة:
وماء قديم العهد بالناس آجن ... كأن الدبا ماء الغضا فيه يبصق
وردت اعتسافاً والثريا كأنها ... على قمة الرأس ابن ماء محلق
وقوله تعالى:{فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ} أي ساقيهم في التفسير. ووردت إبلي الماء، أي أتته شربته أو لم تشربه؛ لا يريدون أنها دخلته. وربما يصح دخولها ووقوعها فيه؛ وهذا ظاهر معروف في كلامهم صحيح.
والوِرْد: وقت يوم الورود؛ والفعل ورد يرد الوارد وروداً. والوِرْد أيضاً: اسم من ورد يوم الورود، وما وَرَدَ من جماعة الطير والإبل، فهو وِرْد. وقوله تعالى: