الذين أهتروا في ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافاً".
فالمفردون: الشيوخ الهرمى الذين مات لداتهم، وذهب القرن الذي كانوا فيه، فصاروا مفردين لذلك. قال الشاعر:
إذا ما انقضى القرن الذي أنت فيهم ... وخلفت في قرن فأنت غريب
وقوله: أهتروا في ذكر الله عز وجل: [الذين خرفوا وهم يذكرون الله]؛ يقال: قد خرف فلان في ذكر الله وطاعة الله؛ وقد هرم في ذكر الله؛ يرادد خرف وهرم وهو يطيع الله ويذكره. ويروى من طريق آخر: المفردون: المستهترون بذكر الله؛ والمستهترون: المولعون بالذكر والتسبيح. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المستبان شيطانان يتكاذبان ويتهاتران".
وقالالخليل: الهتر: مزق العِرْض؛ يقال: رجل مستهتر: لا يبالي ما قيل فيه، ولا ما شُتِم به.
وأهتر الرجل، إذا فقد عقله من الكبر؛ تقول: مهتر. والتهتار: من الجهل والحمق. وأنشد بعضهم لابن العجاج: