للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن عجيب التشبيه قول النابغة:

فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

وقوله:

فإنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

وقال عنترة:

وغادرن نضلة في معرك ... يجر الأسنة كالمحتطب

يقول: طعن وغودرت الرماح فيه، فظل يجرها كأنه حامل حطب.

وقال:

جادت عليه كل بكر حرة ... فتركن كل قرارة كالدرهم

يصف الحديقة أنها امتلأت كلها، فكانت استدارتها كالدرهم، وليس أنها كقدر الدرهم في السعة. والعرب تشبه الشيء بالشيء، ولا تريد به كل الشيء، إنما تشبهه ببعضه. من ذلك قولهم: بنو فلان بأرض مثل حدقة الجمل، والأرض واسعة، إنما يريدون أنها كثيرة الماء، ناعمة العشب مخصبة، ولم يذهبوا إلى سعة العين ولا إلى ضيقها. ويقولون: بنو فلان في مثل حولاء الناقة، وهي هنة مثل المرآة تسقط مع السلى فيها ماء صاف. والقرارة: مستقر الماء في بطن الوادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>