هزجاً يحك ذراعه بذراعه ... قدح المكب على الزناد الأجذم
وروى الأصمعي:"غرداً يسن ذراعه بذراعه". قوله:"يحك ذراعه بذراعه" معناه: يمر إحديهما على الأخرى، وكذلك الذباب. وأصل السن: التحديد، وهذا مثل. يريد: قدح المكب الأجذم على الزناد وهو يقدح بذراعه، فشبه الذباب [به إذا سن] ذراعه بالأخرى برجل أجذم يقدح ناراً بذراعيه. والأجذم: المقطوع اليد. وهذا أحسن التشبيه، وما سبقه إليه غيره، ولا يظن أن يأتي بمثله أحد من بعده.
ومن التشبيه المفرط المتجاوز قول الخنساء:
وإن صخراً لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
فجعلت المهتدي يأتم به، وجعلته كنار في رأس جبل.
ومن التشبيه الحسن قول عمرو بن كلثوم:
كأن سيوفنا فينا وفيهم ... مخاريق بأيدي لاعبينا
وقوله:
كأن ثيابنا منا ومنهم ... خضبن بأرجوان أوطلينا
الأرجوان: شجر أحمر. وكل شديد الحمرة عند العرب أرجوان. وإنما شبه