للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال كثُير:

شلت يدا فاريةٍ فرتها ... وعميت عينُ التي رأتها

وأما ما هو دعاء للإنسان منهم حقيقة قولهم: نسأه الله، أي أخر الله أجله وأطال عمره. ومنه: بَلَغ الله بك أكلاً العمر، أي أقصاه. ومنه نِعْم عَوْفُك. وتأويلُه ١/ ٢٧٤ نِعْمَ بالُك وشأنُك ونحوه. ويقال: تركتهم على عوفٍ جميلة أي حال جميلة. وقال بعضُ: العوف: الفرج. وأنكر ذلك أبو عمرو. وقال الخليل: العوف الفرج. والعوف أيضاً: نبتٌ طيبُ الريح. والعوف من أسماء الأسد. والعوف: الضيف. ومنه قولهم للقادم من سفرٍ خير مارد في أهل ومال، أي جعل ما جئت به خير ما رجع به الغائب. ومنه دعاؤهم في النكاح: على يدي الخير واليمن. ومنه قولهم: بالرفاء والبنين. وفي غريب الحديث أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يُقال ذلك. قال أبو عبيد قال الأصمعي: الرفاء يكونُ في معنيين، يكون من الاتفاق وحسن الاجتماع. قال: ومنه أُخذَ رَفْو الثوب لأنه يُرْفأ فيُضَمُّ بعضُه إلى بعض ويُلام منه. ويكون الرفاء من الهدوء والسكون. وأنشد لأبي خراش الهذلي:

رفوني وقالوا يا خويلد لا تُرع ... فقلتُ وأنكرتُ الوجوه همُ همُ

يقول: سكنوني. وقال أبو زيد: الرفاء الموافقة وهي المرافأة مهموزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>