للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والثاني الرفع: على إلغاء (لا) أو زيادتها، وعطف الاسم بعدها على ما قبلها مثاله: لا حول، ولا قوة إلا بالله، وكقوله تعالى: (لا بيع فيه ولا خلة) [البقرة /٢٥٤].

ولا يجوز نصب الثاني، ورفع الأول، لأن (لا) الثانية: إن أعملها وجب في الاسم بعدها البناء على الفتح، لأنه مفرد، وإن لم تعملها وجب فيه الرفع، لعدم نصب المعطوف عليه: لفظًا أو محلا.

وإلى امتناع النصب في نحو هذا أشار بقوله:

... وإن رفعت أولا لا تنصبا

٢٠١ - ومفردًا نعتًا لمبني يلي ... فافتح أو انصبن أو ارفع تعدل

٢٠٢ - وغير ما يلي وغير المفرد ... لا تبين وانصبه أو الرفع اقصد

٢٠٣ - والعطف إن لم تتكرر لا احكما ... له بما للنعت ذي الفصل انتمى

إذا وصف اسم (لا) المبني معها بصفة مفردة متصلة جاز فيه ثلاثة أوجه: البناء على الفتح، نحو: لا رجل ظريف فيها، والنصب، نحو: لا رجل ظريفًا فيها، والرفع نحو: لا رجل ظريف فيها.

فالبناء على أنه ركب الموصوف مع الصفة تركيب خمسة عشر، ثم دخلت (لا) عليها، والنصب على إتباع الصفة لمحل اسم (لا) والرفع على إتباعها لمحل (لا) مع اسمها، وقد نبه على هذه الوجوه بقوله:

ومفردًا نعتًا لمبني يلي ... ..

(البيت).

ومعناه: فافتح نعتًا مفردًا، يلي الاسم المبني، وإن شئت فانصبه، أو ارفعه تعدل، أي: إن فعلت لم تجر، ولم تخرج به عن الصواب.

وإن فصل النعت عن اسم (لا) تعذر بناؤه على الفتح، لزوال التركيب بالفصل، وجاز فيه النصب، نحو: لا رجل فيها ظريفًا، والرفع أيضًا نحو: لا رجل فيها ظريف، وكذلك إن كان النعت غير مفرد، تقول: لا رجل قبيحًا فعله عندك، ولا رجل قبيح فعله عندك.

<<  <   >  >>