ووافق ابن الأنباري الكسائي في تقديم المحصور إذا لم يكن فاعلا، وأنشد لمجنون بني عامر:[من الطويل]
٢١٢ - تزودت من ليلى بتكليم ساعةٍ ... فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها
وإلى نحو ذا الإشارة بقوله:
... وقد يسبق إن قصد ظهر
قوله:
وشاع نحو خاف ربه عمر ... .
يعني أنه قد كثر تقديم المفعول الملتبس بضمير الفاعل عليه، ولم يبال بعود الضمير على متأخر في الذكر، لأنه متقدم في النية.
[٨٨] فلو كان الفاعل ملتبسًا بضمير المفعول وجب // عند أكثر النحويين تأخيره عن المفعول، نحو:(زان الشجر نوره)، وقوله تعالى:(وإذ ابتلى إبراهيم ربه)[البقرة / ١٢٤]، لأنه لو تأخر المفعول عاد الضمير على متأخر لفظًا، ورتبة.
ومنهم من أجازه، لأن استلزام الفعل للمفعول يقوم مقام تقديمه، فتقول:(زان نوره الشجر).
والحق أن ذلك جائز في الضرورة لا غير، كقول الشاعر:[من البسيط]
٢١٣ - جزى بنوه أبا الغيلان عن كبرٍ ... وحسن فعلٍ كما يجزى سنمار