للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: الدليل على ذلك أن الجملة مخصصة لمعنى، (إذا) من غير شبهة، والجملة المخصصة بشهادة التأمل، إما صفة وإما صلة، وإما في تأويل المضاف إليه، وهذه الجملة لا يجوز أن تكون صفة ولا صلة، لعدم الرابط لها بالمخصص، فتعين الثالث.

وقد أجازوا في غير (إذ، وإذا) من أسماء الزمان غير المحدودة أن تحمل عليها في الإضافة إلى الجمل، وذلك نحو: (حين، ووقت، ويوم، وساعة). فما كان من هذه، ونحوها ماضيًا، أو منزلا منزلة الماضي، فيجوز أن يحمل على (إذ) في الإضافة إلى جملة اسمية أو فعلية.

مثال الماضي، قولك: حين جاء الأمير نبذ، ومثله قول الشاعر: [من الطويل]

٣٥٧ - ندمت على ما فتني يوم بنتم ... فيا حسرتا ألا يرين عويلي

ومثال المنزل منزلة الماضي قوله تعالى: (يوم هم بارزون) [غافر /١٦] وما كان منها مستقبلا فيجوز أن يحمل على (إذا) في الإضافة إلى جملة فعلية مستقبلة المعنى لا غير.

ولو كان اسم الزمان محدودًا (كشهر، ونهار) لم يجر هذا المجرى. وقد أومأ إلى هذا التفصيل بقوله:

....... وما كإذ معنًى كإذ ... أضف جوازًا .......................

أي: وما كان مثل (إذ) في المعنى، والإبهام فأضفه جوازًا إلى مثل ما تضاف إليه (إذ) من جملة اسمية أو فعلية.

ويفهم منه: أن ما كان مثل (إذا) في الاستقبال والإبهام يجرى مجراها في الإضافة إلى جملة فعلية مستقبلة المعنى.

وإن ما كان من أسماء الزمان محدودًا غير مبهم لا يجوز أن يجري ذلك المجرى لعدم شبهه بما هو الأصل في الإضافة إلى الجمل، وهو (إذ، وإذا).

٤٠١ - وابن أو اعرب ما كإذ قد أجريا ... واختر بنا متلو فعلٍ بنيا

٤٠٢ - وقبل فعلٍ معربٍ أو مبتدأ ... أعرب ومن بنى فلن يفندا

٤٠٣ - وألزموا إذا إضافةً إلى ... جمل الأفعال كهن إذا اعتلى

[١٥٣] // الأسماء التي تضاف إلى الجمل: منها ما يضاف إليها لزومًا، ومنها ما يضاف إليها جوازًا.

<<  <   >  >>