للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأكثر ما تكون الصفة المشبهة غير جارية على لفظ المضارع، نحو: جميل، وضخم، وحسن، وملآن، وأحمر، وقد تكون جارية عليه، كطاهر، وضامر، ومعتدل، ومستقيم. وتمثيله: (بطاهر القلب جميل الظاهر) منبه على مجيئها بالوجهين.

[١٧٣] ومما تختص به الصفة المشبهة عن اسم // الفاعل استحسان جرها الفاعل بالإضافة، نحو: (طاهر القلب جميل الظاهر) تقديره: طاهر قلبه جميل ظاهره.

فإن ذلك لا يسوغ في اسم الفاعل إلا إن أمن اللبس، فقد يجوز على ضعف وقلة في الكلام نحو: زيد كاتب الأب، يريد: كاتب أبوه.

وهذه الخاصة لا تصلح لتعريف الصفة المشبهة، وتمييزها عما عداها، لأن العلم باستحسان الإضافة إلى الفاعل موقوف على العلم بكون الصفة مشبهة فهو متأخر عنه.

وأنت تعلم أن العلم بالمعرف يجب تقدمه على العلم بالمعرف. فلذلك لم أعول في تعريفها على استحسان إضافتها إلى الفاعل.

٤٦٩ - وعلم اسم فاعل المعدى ... لها على الحد الذي قد حدا

لما بين ما المراد بالصفة المشبهة باسم الفاعل أخذ في بيان أحكامها في العمل، فقال:

وعمل اسم فاعل المعدى ... لها ...

أي: بأنها تعمل عمل اسم الفاعل المتعدي، فتنصب فاعلها في المعنى على التشبيه بالمفعول به، كقولك: زيد الحسن وجهه، كما ينصب اسم الفاعل مفعوله، في نحو: زيد باسط وجهه.

وقوله:

... على الحد الذي قد حدا

أي: إن العمل هنا مشروط بالشرط المذكور في إعمال اسم الفاعل.

٤٧٠ - وسبق ما تعمل فيه مجتنب ... وكونه ذا سببية وجب

اسم الفاعل: لقوة شبهه بالفعل يعمل في متأخر ومتقدم، وفي سببي وأجنبي، والصفة المشبهة فرع على اسم الفاعل في العمل، فقصرت عنه، فلم تعمل في متقدم، ولا غير سببي.

والمراد بالسببي: المتلبس بضمير صاحب الصفة لفظًا، نحو: زيد حسن وجهه، أو معنى، نحو: حسن الوجه. هذا: بالنسبة إلى عملها فيما هو فاعل في المعنى.

<<  <   >  >>