والمبوب له في كتب العربية صيغتان:(ما أفعله! وأفعل به) لاطرادهما في كل معنى يصح التعجب منه.
ولما أراد أن يذكر مجيء التعجب على هاتين الصيغتين قال:
٤٧٤ - بأفعل انطق بعد ما تعجبا ... أو جيء بأفعل قبل مجرور ببا
[١٧٧] // أي: انطق في حال تعجبك بالفعل المتعجب منه على وزن (أفعل) بعد (ما) نحو: ما أحسن زيدًا، أو جيء به على وزن:(أفعل) قبل مجرور بـ (با) نحو: أحسن بزيدٍ.
فأما نحو:(ما أحسن زيدًا!) فـ (ما) فيه عند سيبويه نكرة غير موصوفة، في موضع رفع بالابتداء، وساغ الابتداء بالنكرة، لأنها في تقدير التخصيص. والمعنى: شيء عيظم أحسن زيدًا، أي: جعله حسنًا، فهو كقولهم: شيء جاء بك، وشر أهر ذا نابٍ، و (أحسن) فعل ماض، لا يتصرف مسندًا إلى ضمير (ما) والدليل على فعليته لزومه متصلا بياء المتكلم نون الوقاية، نحو: ما أعرفني بكذا!، وما أرغبني في عفو الله! ولا يكون كذلك إلا الفعل. وعند بعض الكوفيين أن (أفعل) في التعجب اسم لمجيئه مصغرًا نحو قوله: [من البسيط]
٤٢٣ - ياما أميلح غزلانًا شدن لنا ... من هؤليائكن الضال والسمر