للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٧٥ - وتلو أفعل انصبنه كما ... أوفى خليلينا وأصدق بهما

تقول: (ما أوفى خليلينا) كما تقول: ما أحسن زيدًا، فتنصب ما بعد (أفعل) [١٧٨] بالمفعولية، وهو // في الحقيقة فاعل الفعل المتعجب منه، ولكن دخلت عليه همزة النقل، فصار الفاعل مفعولا، بعد إسناد الفعل إلى غيره، وتقول: (أصدق بهما!)، كما تقول: أحسن بزيدٍ!

وقد اشتمل هذا البيت على بيان احتياج (أفعل) إلى المفعول، وعلى تمثيل صيغتي التعجب.

٤٧٦ - وحذف ما منه تعجبت استبح ... إن كان عند الحذف معناه يضح

المراد بالمتعجب منه المفعول فيما أفعله! والمجرور في (أفعل به) وفيه تجوز، لأن المتعجب منه هو فعله، لا نفسه، إلا أنه حذف منه المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه للدلالة عليه.

واعلم أنه لا يجوز حذف المتعجب منه لغير دليل، أما في نحو: (ما أفعله!) فلعرائه إذا ذاك عن الفائدة، لو قلت: ما أحسن، وما أجمل! لم يكن كلامًا، لأن معناه أن شيئًا صير الحسن واقعًا على مجهول، وهذا ما لا ينكر وجوده، ولا يفيد التحدث به.

وأما نحو (أفعل به) فلا يحذف منه المتعجب منه، لأنه الفاعل، وإن دل على المتعجب منه دليل، وكان المعنى واضحًا عند الحذف جاز.

تقول: لله در زيدٍ ما أعف وأمجد! كما قال علي - رضي الله عنه -: [من الطويل]

٤٢٦ - جزى الله عني والجزاء بفضله ... ربيعة خيرًا ما أعف وأكرما

وتقول: أحسن بزيدٍ وأجمل، كما قال الله تعالى: (أسمع بهم وأبصر) [مريم /٣٨].

وأكثر ما يستباح الحذف في نحو: أفعل به! إذا كان معطوفًا على آخر، مذكور معه الفاعل، كما في الآية الكريمة.

<<  <   >  >>