للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومثال ما تبدل فيه ألف الندبة من جنس حركة ما قبلها قولك في ندبة (فتى) مضاف إلى كاف المخاطبة: وافتاكيه، وفي ندبة (فتى) مضاف إلى هاء الغائب، وافتاهوه تبدل الألف بعد الكسرة ياء وبعد الضمة واوا، لأنك لو سلمتها وقبلت الكسرة، والضمة فتحة لأوهم الإضافة إلى كاف المخاطب وهاء الغائبة، ولم يعرف المراد.

٦٠٦ - وواقفا زد هاء سكت إن ترد ... وإن تشأ فالمد والها لا تزد

علامة الندبة لا تلزم المندوب إلا المندوب إلا إذا خيف اللبس، كما إذا كان الحرف المستعمل معه (يا) ولم يقم على المراد قرينة، وما أمن فيه اللبس جاز أن تلحقه العلامة وألا تلحق.

فما كان من المندوب بلا علامة، ولا يجوز أن تلحقه الهاء بحال، وما كان منه بالعلامة نحو: وازيدا جاز أن تلحقه في الوقف هاء السكت، توصلا إلى زيادة المد، نحو: وازيداه، وجاز ألا تلحقه، كما ينبئ عنه قوله:

............................. وإن تشأ فالمد والهاء لا تزد

أي: وإن تشأ ألا تزيد في الوقف الهاء فالمد كاف.

ولا تثبت هذه الهاء في الوصل إلا للضرورة، كما في قول الشاعر: [من الهزج]

٥٥٤ - ألا يا عمرو عمراه ... وعمرو بن الزبيراه

٦٠٧ - وقائل واعبديا واعبدا ... من في الندا اليا ذا سكون أبدى

إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلم على لغة من أثبتها مفتوحة زيدت الألف، ولم يحتج إلى عمل ثان، لأن الياء مهيئ' لمباشرة الألف، وإذا ندب على لغة من حذف الياء، مكتفيا بالكسرة جعل بدل الكسرة فتحة وزيدت الألف.

وإذا ندب على لغة من يثبت الياء ساكنة، وهو المشار إليه في البيت جاز حذف الياء لالتقاء الساكنين وإبقاؤها مفتوحة، فيقال على الأول: واعبداه، وعلى الثاني: واعبديا. وأما المندوب المضاف إلى المضاف إلى ياء المتكلم، نحو، واانقطاع ظهرياه، فلا تحذف منه الياء، لأن المضاف إليها غير منادى.

<<  <   >  >>