للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال الآخر: [من البسيط]

٥٧١ - يا صاح إما تجدني غير ذي جدة .... فما التخلي عن الخلان من شيمي

وأما جواب القسم: فإذا كان مضارعا مثبتا مستقبلا وجب توكيده باللام والنون معا، إن كان غير مقرون بحرف تنفيس، ولا مقدم المعمول نحو: والله لأفعلن، وإلا فباللام، لا غير، كما في قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} [الضحى/ ٥] وقوله تعالى: {ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون} [آل عمران/ ١٥٨].

ولو كان الجواب مضارعا منفيا لم يؤكد، ولو كان بمعنى الحال أكد باللام دون النون لأنها مختصة بالمستقبل، وذلك نحو: والله ليفعل زيد الآن، ولا يجوز ليفعلن.

ومنع البصريون هذا الاستعمال استغناء عنه بالجملة الاسمية المصدرة بالمؤكد كقولك: والله إن زيدا ليفعل الآن، وأجازه الكوفيون ويشهد لهم قراءة ابن كثير قوله تعالى: {لأقسم بيوم القيامة} [القيامة/ ١]. وقول الشاعر، أنشده الفراء: [من الطويل]

٥٧٢ - لئن يك قد ضاقت عليكم بيوتكم .... ليعلم ربي أن بيتي واسع

وأما المضارع من غير ما ذكر قلا يؤكد بالنون إلا إذا كان بعد (ما) الزائدة، دون (إن) أو منفيا بـ (لم) أو (لا)، أو كان شرطا لغير (إما)، أو جزاء فإنه حينئذ يقل توكيده بها بالإضافة إلى توكيده فيما سبق.

أما توكيده بعد (ما) الزائدة فله شيوع في الكلام لم يتقدمها (رب)، فمن ذلك قولهم: (بعين ما أرينك) و (بجهد ما تبلغن) وقولهم في المثل: [من الطويل]

<<  <   >  >>