للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فالنصب: لأن (كم) استفهامية، وهي محمولة على العدد المركب في نصب التمييز. والجر: بـ (من) مضمرة، لا بإضافة (كم) إليه، خلافا لبعضهم.

والدليل على ذلك من وجهين:

أحدهما: أن (كم) الاستفهامية، لا تصلح أن تعمل الجر، لأنها قائمة مقام عدد مركب، والعدد المركب لا يعمل الجر، فكذا ما قام مقامه.

[٢٩١] الثاني: أن الجر بعد (كم) الاستفهامية لو كان بالإضافة لم يشترط دخول حرف الجر على (كم).

فاشترط ذلك دليل على أن الجر بـ (من) مضمرة، لكون حرف الجر الداخل على (كم) عوضا عن اللفظ بها.

وأما (كم) الخبرية فمميزها مجرور مجموع تارة، ومفرد أخرى، لأنها بمنزلة عدد مفرد يضاف إلى مميزه، وهو على ضربين:

أحدهما: يضاف إلى جمع. والآخر: يضاف إلى مفرد.

فاستعملت بالوجهين: إجراء لها مجرى الضربين، فيقال: كم رجال صحبت، كما يقال: عشرة رجال صحبت، وكم امرأة رأيت، كما يقال: مائة امرأة رأيت.

وقد تجري بنو تميم (كم) الخبرية مجرى (كم) الاستفهامية، فينصبون مميزها، وإن كان جمعا، ومنه قول الشاعر: [من الكامل]

٦٧٠ - كم عمة لك يا جرير وخالة .... فدعاء قد حلبت علي عشاري

ويروى بالجر على اللغة المشهورة، وبالرفع على حذف المميز، ورفع عمة بالابتداء، وجعل (كم) نصبا على المصدرية.

<<  <   >  >>