بني أوائل بعض الكلمات على السكون تشبيها له بالفعل في الإعلال، فاحتاج [٣٣٥] في الابتداء// به إلى همزة الوصل، وذلك محفوظ في عشرة أسماء وهي:(اسم، واست، وابن، وابنة، وابنم، واثنان، واثنتان، وامرؤ، وامرأة، وايمن) في القسم. وعند الكوفيين أن همزة (ايمن) همزة قطع، وهو جمع يمين.
وما ذهبوا إليه يشكل بحذف همزته في الوصل، وبتصرفهم فيه بالحذف، وغيره على اثنتي عشرة لغة وهي:(أيمن، وأيمن، وأيمن، وأيم، وأيم، وأم، ومن بضم الميم، وفتحها، وكسرها، ثابت النون ومحذوفها). ومثل هذا التصريف لا يعرف في شيء من الجموع.
وأما الحروف فلم يرد في شيء منها همزة الوصل، إلا لام التعريف، فإنها بنيت على السكون، لأنها أدور الحروف في الكلام.
فإذا ابتدئ فلا بد من الهمزة، وجعلوها معها مفتوحة كهمزة (ايمن) في الأعرف إيثارا للخفة، وما عداهما فهمزة الوصل فيه مضمومة إن ضم ثالثه ضمة أصلية، نحو:(استخرج، واخرج)، وإلا فمكسورة نحو:(اضرب، واذهب، وامشوا) ما لم يعرض إبدال ضم ثالثه كسرة نحو: (اغزى) فيجوز فيه كسر الهمزة وضمها، والضم هو المختار، لأن الأصل (اغزوى).
ولما كانت الهمزة مع لام التعريف مفتوحة لم تحذف بعد همزة الاستفهام، لئلا يلتبس بالخبر، بل الوجه أن تبدل ألفا نحو:{آلذكرين}[الأنعام/ ١٤٣] وقد تسهل، كقول الشاعر:[من الطويل]
٦٨٩ - الحق إن دار الرباب تباعدت .... أو انبت حبل أن قلبك طائر