أما التوسط فجائز مع جميع أفعال هذا الباب، كقوله تعالى:(وكان حقًا علينا نصر المؤمنين)[الروم / ٤٧].
وقال الشاعر:[من الطويل]
٩٢ - سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم ... فليس سواءً عالمً وجهول
وكقول الآخر:[من البسيط]
٩٣ - لا طيب للعيش ما دامت منغصةً ... لذاته بادكار الموت والهرم
وأما التقديم فجائز إلا مع (دام)، كما قال:
... .. وكل سبقه دام حظر
أي منع.
ومع المقرون بـ (ما) النافية، ومع (ليس) على ما اختاره المصنف، تقول: عالمًا كان زيد، وفاضلا لم يزل عمرو.
ولا يجوز نحو ذلك في (دام) لأنها لا تعمل إلا مع (ما) المصدرية، و (ما) هذه ملتزمة صدر الكلام، وألا يفصل بينها، وبين صلتها بشيء، فلا يجوز معها تقديم الخبر على (دام) وحدها، ولا عليها مع (ما).
[٥٣] // ومثل (دام) في ذلك كل فعل قارنه حرف مصدري، نحو: أريد أن تكون فاضلا، وكذلك المقرون بـ (ما) النافية، نحو: ما زال زيد صديقك، وما برح عمرو أخاك، فالخبر في نحو هذا لا يجوز تقديمه على (ما)، لأن لها صدر الكلام، ويجوز توسطه بين (ما) والفعل، نحو: ما قائمًا كان زيد، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (فوالله ما الفقر أخشى عليكم).