وكيع التنّيسي"، وقد صدر هذا الديوان في بيروت من دار الجيل سنة ١٤١١ هـ.
(٢)
أما الذي يعنينا في هذا المقال الموجز فهو أحد مصادر "عذر الخليع" الذي نسب فيه إلى البهاء زهير. وهو كتاب "نزهة الأبصار في محاسن الأشعار". وقد عدّه الأستاذ هلال ناجي من الكتب المجهولة، فقال في مقدمة الديوان (١٧):
"وتبدو أهمية المخطوطة حين نعلم أن نصف مصادرها غير معروفة في زمننا هذا. وأعني نثر زهر الحدائق، والمختار من مستحسن الأشعار، ونزهة الأبصار في محاسن الأشعار ... ".
والحقّ أن الكتاب الأخير ليس مجهولًا، ثم إنّه ليس للبهاء زهير قطعًا. والراجح أنه من تأليف شيخ النحاة شهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمد الأصبحي العنّابي (ت ٧٧٦ هـ) وهو كتاب مطبوع.
وفي الموضع الذي ورد ذكره في مقدمة المؤلف، لاحظ الأستاذ هلال ناجي في تعليقه عليه أنه "لم تذكر مظان ترجمة البهاء زهير هذا الكتاب له" ثم أشار إلى كتاب الأصبحي بقوله "طبع في الكويت سنة ١٩٨٦ م كتاب بهذا العنوان تصنيف أحمد بن محمد العنابي (ت ٧٧٦ هـ). بتحقيق مصطفى السنوسي وعبد اللطيف لطف الله".
وظاهر من هذه الحاشية أن الأستاذ هلال ناجي لم يطلع على الكتاب المطبوع، وإلا فإنّ نظرة واحدة فيه كانت تكفي لجلاء كل ريب في هذا الأمر. ويبدو أنه أحسن الظن بمؤلف المخطوط (عذر الخليع) وصدّق كلامه في نسبة الكتاب إلى البهاء زهير، فلم يشعر بضرورة الاطلاع على كتاب الأصبحي. وبذلك فاتته الاستفادة من هذا المصدر المهم في مراجعة النصوص المنقولة عنه في عذر الخليع.