الإسلام (١: ١١٧): "وهذا أبو علي (القالي) البغدادي ضاقت به الحال قبل أن يرحل إلى الأندلس، حتى اضطر أن يبيع بعض كتبه، وهي أعزّ شيء عنده، فباع نسخت من كتاب "الجمهرة"، وكان كلفًا بها، فاشتراها الشريف المرتضى، فوجد عليها بخط أبي علي: أنست بها ... الأبيات".
ونبّه على خطئه الأستاذ مصطفى جواد في مقدمته لكتاب ابن الصابوني (تكملة إكمال الإكمال) الذي نشره سنة ١٩٥٧ م، فقال:"وقد تصحفت على هذا العالم الفاضل "الفالي" فصار "القالي". ولما وقر في ذهنه أنه "القالي" أضاف إليه "البغدادي"، وزخرف الحكاية بقوله "قبل أن يرحل إلى الأندلس". ولم يحل في ذلك على كتاب من كتب الأدب ولا من كتب التاريخ. ولو علم أن صاحب القصة والأبيات هو "الفالي" ما وهم ذلك الوهم المستعظم على مثله، المستغرب وجوده في كتابه، ولو درى أنه "أبو الحسن" لا "أبو علي" لتريث في الإقدام عليه"(ص ٩).
ويبدو أن الأستاذ أحمد أمين قرأ الحكاية في المزهر، وليس فيها ذكر المشتري، ثم قرأها في كتاب الفلاكة والمفلوكون الذي تصحف فيه الفالي إلى القالي (بالقاف) وذكر فيه المشتري أيضًا وهو الشريف المرتضى في هذه الرواية - وهي ضعيفة عندنا - فنسج أحمد أمين حكايته على ذلك المنوال، ولم يفطن لكنية البائع المذكورة في كتاب الفلاكة "بخط بائعها أبي الحسن القالي المذكور" أو عدّها خطأ لما قرأه في المزهر، فلم يعبأ بها. ولكن الذي فاته حقًا "أن أبا علي القالي توفي سنة ٣٥٦، وأن الشريف المرتضى ولد سنة ٣٥٥، فالمرتضى كان رضيعًا يوم مات أبو علي"(مقدمة مصطفى جواد ص ١١) فأنّى لهذه الصفقة أن تتم! .
وممن اغترّ بما ورد في كتاب المزهر، الدكتور أحمد خان محقق كتاب خلق الإنسان في اللغة لأبي محمد الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن، ومراجعه