للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الصباح. وقد تكون بمعنى صار نحو قوله تعالى: {فأصبحتم بنعمته إخوانًا} (آل عمران: ١٠٣) وقوله تعالى: {فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين} (المائدة: ٣٠)، وقوله تعالى في الآية التالية: {فأصبح من النَّادمين - فأصبح من النادمين} (المائدة: ٣١)، وقوله تعالى: {قد سألها قومٌ من قبلكم ثمَّ أصبحوا بها كافرين} (المائدة: ١٠٢).

فسّر الشاه عبد القادر رحمه الله (أصبح) في الآيات الثلاث الأولى بمعنى صار، ولكنّه قيدها في ترجمة معنى الآية الرابعة بمعنى الصباح (١). وهو خطأ، وأصلحه الشيخ محمود حسن بحذف الكلمة الأردية التي تعني الصباح الباكر (٢).

وهناك آيات تحتمل أن تكون "أصبح" فيها مقيّدة بمعنى الصباح، يظهر من مراجعة هذه المواضع في ترجمة الشاه عبد القادر رحمه الله أنّه آثر تقييدها بالصباح بدلًا من تفسيرها بمعنى الصيرورة. ومنها قوله تعالى:

- {فترى الَّذين فى قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرةٌ فعسى اللَّه أن يأتى بالفتح أو أمرٍ من عنده فيصبحوا على ما أسرُّوا في أنفسهم نادمين} (المائدة: ٥٢).

قال أبو حيان: "أي يصيروا نادمين على ما حدثتهم أنفسهم أنّ أمر النبي لا يتمّ ولا تكون الدولة لهم ... " (٣). ولكن الشاه عبد القادر رحمه الله قيد المعنى بوقت الفجر (٤).

وحذف الشيخ محمود حسن في ترجمته كلمة الفجر (٥).


(١) الشاه عبد القادر: ١٥١.
(٢) محمود حسن: ١٤٦.
(٣) البحر المحيط ٤: ٢٩٣.
(٤) الشاه عبد القادر: ١٤٢.
(٥) محمود حسن: ١٥٤.

<<  <   >  >>