للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهما مسلسلان معذبان في بئر بأرض بابل منكسين إلى يوم القيامة، فتنتهما امرأة جميلة، فاختارا عذاب الدنيا". وأحال لهذه الترجمة الدقيقة على "الموسوعة العربية الميسرة (٢/ ١٨٨١) "!

قلت: هل خلت مكتبة الأستاذ المحقق أو مكتبة الجامعة التي يدرّس فيها من المصادر الأصيلة، فاضطر إلى الرجوع إلى ما رجع؟

ثم ما الذي دعاه إلى تلك الزيادة المنكرة التي لا دليل عليها من كتاب ولا سنّة، وإنما هي من الأساطير الإسرائيلية التي تناقلتها كتب التاريخ والتفسير؟ قال ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ٨٣): "فهذا أظنه من وصغ الإسرائيليين، وإن كان قد أخبر به كعب الأحبار، وتلقاه عنه طائفة من السلف، فذكروه على سبيل الحكاية والتحديث عن بني إسرائيل ... ويكون من خرافاتهم التي لا يعول عليها".

ص ٣٢: ومنها قوله:

قصر الحياء حجابه منها على ... عصماء معقل غفرها المأموت

كذا ضبط المحقق "معقل" بالكسر، وقال في تفسير البيت: "غفرها: خمارها، والمغفر: خرقة توقي بها المرأة خمارها من الدهن".

أزلا: لا وجه لجرّ "معقل"، وإنما هو مرفوع بالابتداء.

ثانيا: لم يفسر المحقق "عصماء والعصم من الظباء والوعول: التي في أدرعها بياض.

ثالثا: تفسير للغفر في غير محله، وهو هنا: ولد الأروية.

رايعًا: لم يعلّق على "المأموت"، وقد وردت في الأصل حاشية أغفلها، ونصّها: " المأموت: جبل بالجبلين" (كذا). والمأموت في اللغة بمعنى المحزور والمقدر، ولكن السياق هنا يقتضي أن يكون للجبل، كما في الحاشية؛ لأن

<<  <   >  >>