للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"منصور مورد" ولم نقف على ترجمته (١) (ص ٨١). وكل ذلك يدلّ على كثرة محفوظات البيروني من الشعر وصلته الوثيقة بدواوين الشعراء والمصادر الأدبية.

البيروني الناقد

لا يكتفي البيروني بإيراد بيت فيمرّ به سريعًا، بل يقف عنده إذا كانت فيه كلمة غريبة، وكثيرًا ما يغوص في الأبيات المشكلة البعيدة الغور، ويكشف معنى فات الشراح. ويورد بيتًا فتستهويه محاسنه التي ينطوي عليها، فيتذوّقها ويشرك معه القارئ، فيبيّنها له. وربّما يقارنه بأبيات أخرى متّحدة معه في المعنى ومشابهة له في التعبير، ويدلّ على أول من عبّر عن ذلك المعنى ثم أخذ عنه الشعراء.

١ - فإذا أنشد البيروني قول المخبل السعدي في وصف الغواص (ص ١٤٣):

أغلى بها ثمنًا وجاء بها ... شخت العظام كأنَّه سهم (٢)

بلبانه زيتٌ، وأخرجها ... من ذي غوارب وسطها اللُّخم (٣)

شرحه، فقال: "يقول: اشتريت هذه الدرة بثمن وافر من غواص خفيف بدقّة عظامه، قد جعل الزيت على صدره لتجفيف الشمس والماء المالح إياه، وأخرجها من بحر متموّج من أعاليها اللخم (كذا). وقد قالوا في اللخم: إنه


(١) هل هو الشاعر المشهور أبو منصور المعروف بـ"صرَّدرَّ" المتوفّى ٤٦٥ هـ، فوقع تحريف في النصّ والأصل: (أبو منصور صردر)؟ انظر ترجمته في وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس، دار صادر بيروت سنة ١٣٩٧ هـ، ٣: ٣٨٥ - ٣٨٦.
(٢) في المطبوعة: أعطى بها ثمنًا، والتصحيح من المفضليات، تحقيق شاكر وهارون، دار المعارف القاهرة، ١٩٦٤، ١١٥.
(٣) في المفضليات: وسطه.

<<  <   >  >>