للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الضيعة دون الأكار وإن كان الفعل له. والعزيز: كبير القوم، فليس يرغب في الدرر إلاّ مثله من أرباب النعم. فإن قيل: إنه أراد ملك مصر فإنّه لقب ملوكهم كان وجهًا بعيدًا، وعلى بعده ركيكًا. وأراد بيوم الظل انقطاع الشمس عنها، ووقع الظلّ عليها لأن الشمس إذا أشرقت عليها نقص رونقها في المنظر وكانت كسراج في ضحى، وإنما يستبين حسنها في الظلّ كما تستبين الأشياء بأضدادها. ولكل قوم من المتحرفين في حرفهم مواضع وأوقات لعرض سلعهم وما يفعلونه من ذلك ضرب من الغش والتمويه".

ولا تفوته رواية أخرى للبيت وهي "يوم طل بالطاء المهملة، فيشرح هذه الرواية ويقول: "وقد قيل: يوم طل، غير معجم. ونزول الطل يكون بالليل، ثمّ يرتفع بالغداة، ولا يمنع الشمس عن الإشراق بل يزيدها ضياء بتصفية الهواء وترطيبه. وإذ المقصود غيبة الشمس فانّ مطر السحاب الساتر لها إذا انفض عن الرش لم يمتنع مانع عن تشبيهه بالطل". ثمّ يأتي ببيتين لعمرو بن أحمر أضاف فيها الدرر إلى الصائغ كما أضافه أبو داود إلى التاجر وهما:

وما ألواح درَّة هبرقيٍّ ... جلا عنها مختِّمها الكنونا

يلفِّفها بديباج وخزٍّ ... ليجلوها وتأتلق العيونا (١)

ويقول: "يعني ما لاح من الدرة عند كشف الغطاء عنها، فإنما أضافها إلى الصائغ لأنه يزاول الجواهر ويصوغ الجمان عند من يراه من الفضة".

ويتبعها بيتين لحسان بن ثابت يتفّقان مع بيت أبي داود في ذكر الملك:

فلأنت أحسن إذ برزت لنا ... يوم الخروج لساحة القصر

من درّةٍ أغلى بها ملكٌ ... مما تربّب حائر البحر

٣ - وينشد البيروني في الجزع بيت امرئ القيس الذي نقلناه آنفًا وهو:


(١) البيت الثاني لا يوجد في شعره الذي جمعه وحقّقه الدكتور حسين عطوان.

<<  <   >  >>