عشر دليلًا من التوراة التي عند اليهود على أن الذبيح إسماعيل عليه السلام. ومعظم هذه الدلائل كما قلنا جديدة لم يّسبق إليها.
وكشف المؤلّف رحمه الله في هذا الباب عن كثير من تحريفات اليهود في كتابهم، وفسّر بعض نصوص التوراة ممّا استغلق عليهم أو تجنّبوا بيانه كتمانًا للحقّ وظنًّا لن يفطن أحد لوجه الاحتجاج به.
ومن أهمّ التحقيقات العلمية التي تضمّنها هذا الباب تحقيقه لموضع الذبح. وقد تعرّض اسمه في صحف اليهود لتحريف شديد في قراءته وتفسيره. فجاء في سفر التكوين (٢٢: ٢) حسب الترجمة السبعينية: "إلى الأرض العالية"، وحسب النسخة العبرانية:"إلى أرض موره"، وفي ترجمة أقيلا:"الأرض المستعلنة"، وترجمة سماخوس:"أرض الرؤيا". وفي السفر نفسه في مكان آخر (١٢: ٦) في السبعينية: "البلوطة العالية"، وفي العبرانية:"ميدان موره". أمّا في القراءة فقرأوا:"مريّاه"، و"مورياه"، و"موره".
وقد أفاض المؤلّف في ذكر هذه التحريفات، ثمّ أورد أقوال بعض علمائهم في الاعتراف بالتحريف في هذه الكلمة والردّ على زعم اليهود بأنّ هذا الموضع هو مكان هيكل سليمان في أورشليم وزعم النصارى بأنّه موضع صلب المسيح حسب معتقدهم. وأشار إلى اقتراح بعضهم أنّ هذا الموضع على جبل جريزيم، وردّ عليه. ثمّ نبّه المؤلّف على مداخل التوهّم والتحريف في الكلمة مستدلًا بقواعد اللغة العبرانية ووجود التشابه الشديد بين الحروف في الخط العبراني ممّا يسهّل عمل التحريف لمن يتعمّده.
ثمّ أثبت المؤلّف رحمه الله أن الصواب في اسم موضع الذبح هو "المروة" فقال: "إنّ ذلك الموضع هو الذي في مساكن بني إسماعيل ولم يزل مشهورًا باسم المروة. ويؤيّد ذلك ما في صفحهم. فإنّه قد جاء في سفر القضاة (٧: ١): "وكان جيش المديانيين شماليّهم عند تلّ موره في الوادي، فتبيّن أن! هذا تلّ موره